تجهزت كثيرا ووقفت امام المراّة و تحركت اسنان المشط بين الشعر الناعم
وبعد ذلك ذهبت لأتنشق هواء النهر
وكأن نسمات الرياح حصرت قلبي بين حواجز الصمت
ودقات القلب توقفت
عيوني ايضا توقفت عن الرمش
لمدة ساعة حصل بها معجزة
رعشة تغلغلت بصدري
ورائحة لذيذة دخلت بأنفي
وسراب من تحت اقدامي تحرك
لان حرارة جسمي وصلت التسعة والتسعون
ورأيت شريكة العمر
ولم ادري ان كانت من نساء الحب
او من النساء المخطوبات
او المتزوجات
لم افكر بالامر كثيرا
غدوت مسرعا حتى تتلاقى الكتفان
وتسقط وامد يدي لارفعها
كما يحصل بفلم رومنسي
غدوت وحصل مثلما توقعت
وتأسفت كثيرا
ولكني بعد التأسف بثواني
رجال طوقوني
وكل واحد يحمل كتلة على ساعده
وعظمة الكتف كهضبة تغطي الرأس
وكنت لا ارى شيء من الناس الخارجين عن الطوق
ولم اراها هي ايضا
ولم ادري ما حصل
اصبح فلم الرومنسية مصارعة ثيران
وسمعت صوت مركبة تتوجه الى جهتي ووقفت
ثم صوت اقدام امرأة تطرق الارض
من ثم رأيت نورا من جميع الجهات
ولم اجد احد من رجالها
ثم توضح لي شكلها مفصل
وفي كل جزء منه قصة
الفم كالشمس
الانف الهواء الصافي
العيون نجوم في سماء غدي
ذهبت الى بيتي وفتحت النافذة قليلا لكي يتسلل الى بيتي
ضوء او اشعة
مر اليوم وانا جالس على كرسي متحرك يذكرني بشكلها
كلما تراجع او تقدم
وقفت ولمعت بين افكاري المظلمة فكرة
وتركتها لغد
وبعد ساعات
والساعة العاشرة دقت
قفزت لسريري ورفعت من تحت اقدامي فراشي الابيض
وانزلته بهدوء على جسدي البارد
وعندما طلعت الشمس من بيتها
لتضيء المدينة
ذهبت مسرعا لكي انفذ فكرتي
وذهبت الى نفس الجسر
وجلست على كرسي صغير الذي لا يسع لاثنان
تلفت باحثا عنها
وبعد عناء وجدت اقدام تأتي بأتجاهي
تنثر الرمل المجود على رصيف الجسر
ترافعت بنظري لوجهها
قمر اطل ليس مطابق لما سبقه بل اجمل
احمر الشفاه و الرموش المرفوعة
كان بودي لو احملها ونسافر الى بلاد الحب
وما زال عقلي المشوش يفكر بعيونها الساحرتان
وقفت صارخ بوجهها انا احبك
ولم ارى بعد ذلك الا ظلام دامس
وكأني اعمى
لم ارى سوى اني على الارض
واصبحت الشمس في كبد السماء
والغيوم تضحك ساخرة
وقد تركت ورقة على يدي
فتحتها وقرأت : من انت؟
الا تعرف ان كل الرجال تمنو ان يلمسو حذائي
الم تخجل من نفسك
الم ترى اني اغنى منك بمئة مرة
والفرق بيني وبينك الف فرق
ومزقت الورقة ثم طرحتها لنهر جرى الى حدود مصر
وقد بدأت مشوار اخر بالحب
والفرق الشاسع بيني وبينها نقود
ان النقود مادة ستذهب بعد حين
ونصبح متشابهين
فلم احب بعد ذلك اغنياء
لاني اعتبرته الحب المستحيل